Echo

Friday, August 27, 2004

الفتنة اشد من القتل



بسم الله الرحمن الرحيم

لقد أتوا وأطاحوا بصدام وحكمه ولكن واسفاه الصداميه لا تزال هنا. ألصداميه لم تذهب بذهاب صدام فهذه العله ألعن وأعظم شرا من صاحبها ولايمكن ازالتها بنفس السهولة. هذا المرض العضال لايزال يسكن النفوس المريضة. والموضوع لا يتعلق بما قد يبدو من ظاهر الامور على تعقيدها وتعدداسبابها ومسبباتها. المشكلة لا تكمن فقط في وجود الجيوش الغربيه ولا بواقع الصراعات الطائفيه والعرقية ولا بالفقر والجهل ولا بالجريمه والطمع ولا بغير ذلك من الكثير من العوامل ومع اعترافنا بأهميتها وعلاقتها المباشره وغير المباشره بالواقع الاليم على ارض
الرافدين في يومنا هذا.
نعم مازلنا نصارع العقليه والنفسيه الصداميه والمنازله على اشدها اليوم.

وهذه العقليه لا تقتصر على شخص صدام او من كان معه بل قد تهيمن على الكثير وحتى من بين أعدائه ومن كانوا يتمنون زواله وقد تعشعش تحت عمامه او تختبئ تحت جبه او تحت أي واجهه او مظهر. فالصداميه هي الايمان بان المجتمع يجب ان يقوم على أساس الخوف والعنف وأن القتل والترهيب هما الاسلوب الوحيد الناجع في الحكم وأن الحكم هو التسلط والزجر وهيمنة الاقليه على مقدرات البلاد وان من حق الاقليه الحاكمه وحدها التمتع بالخيرات وان البلاد يجب ان تكون "ضيعة كبيره" للحاكم ومن يرضى عنهم والطائفة والعشيره وما الى ذلك وأن "سوء الظن من الفطنة" وان "الاخرين " يجب ان ينظر اليهم دائما بعين الكراهيه أما من يخالفون في الرأي فاولئك أعداء يجب سحقهم وقتلهم وأن "الغاية تبرر الواسطة" وأنه لاتوجد حدود للتنكيل والعدوان ولا خطوط حمراء لذلك. فالتعذيب مبرر وازهاق الارواح البريئه امر سهل وكذلك محاربة الناس باستخدام المشاعر الانسانيه كاستهداف الاهل والاقرباء كان لم يسن الشرع ان لا "تزر وازرة وز أخرى" . والان نرى التفجيرات في الشوارع والاختطاف وقطع الرؤوس والتهديد والارهاب للناس على ما يقولون وما يفكرون فماذا تغير في الامر. كان الارهاب تمارسه طغمة حاكمه فاصبح الان عصابات منظمه لها واجهات مختلفة وتحت شعارات براقة بل وباسم الجهاد ومقارعه الاستعمار وشتى المسميات المزيفة وهنالك من يطبل ويزمر لهذا وهناك من يمول من الداخل والخارج. وربما كان هذا الارهاب اشد وطأة من سابقه حيث ان السلطه كان واضحة للعيان مرئيه بينما الان يختبئون كالعقارب والافاعي ويلدغون ثم يعودون الى جحورهم لينقضوا على الامنين متى ما سنحت لهم الفرصة.

وباختصار فان هذه العقليه الصداميه مبنية على اساس الايمان بالشروالهها الحقيقي هو الشيطان الا انها دين الشيطان وكان كيد الشيطان ضعيفا والعاقبة لعباد الرحمن المؤمنين بالخير والمحبة, عباد الله اللذين يؤمنون باله رحمن رحيم.

وهكذا ايها العراقييون الصابرون ابشروا فان موعدكم الصبح اليس الصبح بقريب .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوكم علاء


No comments: